لن أحدثك هنا عن تفريعة قناة السويس التى ابتلعت من اموال المصريين اكثر من ٦٤ مليار جنيه كل جنيه ينطح جنيه، ولن احدثك عن اكبر كنيسة واكبر جامع فى العاصمة الادارية الجديدة، وبالطبع لن اوجع دماغك فى الحديث عن ابراج العلمين او الشقق من ذوات الـ٣ قول ٤ ملايين جنيه، ولن أعيشك فى أوهام أكبر كوبرى وموسوعة جينس للارقام القياسية، ولكنى ساحدثك عن كيلو الليمون اللى اصبح بـ ١٠٠ جنيه اى والله. واللى اصبح سعره أغلى من سعر التفاح البلدى والمستورد كمان وأغلى من كل الخضروات والفاكهة فى قفة واحدة.
ولأن الأحوال فى المحروسة أصبحت تحسب بالمقلوب، فان ماذكرته لك طبيعى جدا فى بلد يعد الأعلى فى العالم وده مش تقدير موسوعة جينس ٠ ده تقدير المؤسسات المالية الدولية اللى بتقولك إننا الأعلى فى الاستدانة والدين الداخلى والخارجى مع بعض، يعنى هم بالليل والنهار ولجيلنا ولكام جيل جاى.
ويبدو أن الجهابذة من الاقتصاديين والمحللين يسيرون على طريقة جحا، والذى كان يقترض من طوب الارض وعندما كانوا يسألونه: وهتسدد منين يا مولانا كان يردد قولته المشهورة: موت ياحمار؟! فلن اكون موجودا اذا حان وقت استحقاق الدين!
الموضوع ليس سهلا ياسادة، وفى حاجة لوقفة من ناس بيحبوا البلد بجد، ولا نقول هنا أن الآخرين لايحبونها، ولكن أحيانا من الحب ماقتل؟ نحن فى حاجة لتفعيل فقه الاولويات يعنى اللى يحتاجه البيت يحرم على الجامع والكنيسة كمان، واللى يحتاجه شعب مازال يتشعلق فى رحمة الله ويعانى الامرين من زحمة المواصلات والغلاء الفاحش فى المية والكهربا والغاز والبنزين والسولار والليمون، أهم بكتير من بناء مصر الجديدة على طريقة الخديوى اسماعيل التى أورثتنا الفقر والعوز والسلف من اللى يسوى واللى مايسواش، وسلمتنا تسليم أهالى بعد سنوات لاحتلال إنجليزى دام ٧٠ عاما؟!